لِنَتُبْ إلى الله جميعًا «القوت اليومي

 

 

لِنَتُبْ إلى الله

 

 

 

 

       لِنَنظـُرَنَّ، أيُّها الإخوَة، إلى دَمِّ المَسيح، ولِنَعرِفْ قِيمَتَهُ الغاليَة َ في نَظَرِ الآب. إنَّ إراقتَهُ مِنْ أجلِ العالمِ حَمَلتْ إلى العالمِ نِعمَة التّوبَة، لِنَرى أنَّ الله وَهَبَ التَوبَة مَدى العُصورِ والأجيالِ لِمَنْ أرادوا العَودَة َ إليه: بَشّرَ نوحاً بالتّوبَةِ فخلـُصَ وَسُمِعَ لهُ. أعلنَ يونانُ دَمارَ نينوى، فتابَ أهلـُها وأُعتِقوا مِنْ خَطاياهُم، وَخَلصوا وَهُمْ غُرباءُ عَنِ الرَّبّ.

 

 

 

       إنَّ خُدّامَ نِعمَةِ اللهِ تكلّموا في التّوبَةِ بالرّوحِ القُدُس. وَرَبُّ الكُلِّ تكلّمَ في التّوبَةِ بِقَسَم: حَيٌّ أنا يَقولُ الرَّبّ، ولا أريدُ مَوتَ الخاطِئِ بلْ توبَتُه... إنَّهُ يُريدُ توبَتكُم جَميعاً، أيُّها الأحِبَّاء، فيُثبِّتَكُم بإرادَتِهِ التي تعلو كُلَّ قُدْرَة. لذلكَ فلنُصغِ إلى إرادَتِهِ العَظيمَةِ المُمَجَّدَة، ولنَضْرَعْ إليه، نَطلبُ رَحمَتهُ وصلاحَهُ، ولنَسجُدْ لهُ ونَعُدْ إلى مَراحِمه، تارِكين الأعمالَ الباطِلة والخُصومَة والحَسَدَ الذي يَقودُ إلى المَوت.

 

 

 

       لِنَعُدْ إلى هَدَفِ السَّلامِ المُعطى لنا منذ ُ البَدء، ولنُسهِمْ بأعمالِهِ العَظيمَةِ الكثيرَةِ المَجيدَة، ولنَنظـُرْ بِعَقلِنا، بأعيُنِ نفوسِنا، إلى طولِ أناتِهِ، ونُدرِكْ أنّهُ لا يَغضبُ على جَبلتِهِ.

 

 

 

(7/ 9، 19)

 

القِدِّيس أكليمَنضوسَ الروماني (+101)